.



الصفحات

الزيارات:
دعامات السعادة الزوجية

أن يعيش زوجان تحت سقف واحد بعد أن عاش كل واحد منهما في بيئة تختلف عن بيئة الأخر شكلا ومضمونا أية من آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا }[1] ، فالبيت السعيد أمانة؛ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "الرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده..." [2].

نعم، إنما جعل الله الحياة البعيدة عن الغصص والهموم هناك في الآخرة أما هنا فقد جبلت على كدر وغم وهم، إلا أن العاقل هو الذي يخرج من هذه الدنيا بأكبر إنجاز ونجاح وسعادة وبأقل خسارة، فالحياة الزوجية أشبه بخلية العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه والتعاون والصبر والتكامل زادت حلاوة الخلية وعطاؤها.

فـي رحـاب الآية:

قال الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }[3].

الأسرة في الإسلام لا تبنى على المصلحة فقط بل على الأخلاق والوفاء، فهذه المؤسسة مقدسة وجدت لتبقى، فإما تبقى بالمودة وإما بالرحمة وإما بكليهما.

فالسكن والمودة والرحمة مشاعر هي الأصل في العلاقات الزوجية لا المشاحنات والمشاجرات والأحقاد. قال ابن عباس رضي الله عنهما "المودة هي حب الرجل امرأته ورحمته إياها أن لا يصيبها بسوء" .

عمارة الأرض والمودة والمحبة في الدنيا تمتد إلى الآخرة لمن كانت التقوى باعثهما، ورضا الله تعالى وما عند الله تعالى خير وأبقى لهما.

رفقا بالقـوارير:

صيغة تأكيد تتدفق بالرقة والحنان وتفيض بالعذوبة والجمال وصية وإرشاد نبوي.
وجب على المؤمنين أن يتقوا الله في النساء وأن يساعدوهن على طاعة الله بالرفق والحلم والصبر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأنجشة لما كان يسرع بالإبل التي تركبها النساء: "رفقا بالقوارير" [4] وهن فوق الإبل، فكيف بمن تركبن بحرا متلاطم الأمواج.

إن الله تعالى يحب المحسنين:

خيار الأزواج من اهتدى بهديه صلى الله عليه وسلم القائل: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" .[5].

خيار الأزواج من قابل بين المحاسن والأخطاء ووازن قال صلى الله عليه وسلم : "لايفرك مؤمن مؤمنة " (لا يبغضها)" إن كره منها خلقا رضي منها أخر" [6].

أوصى بصحبتها والإحسان إليها، فالكريم من أكرمها واللئيم من أهانها.

فإحسان الأزواج بعضهم إلى بعض باب عظيم من أبواب الإقبال على الله تعالى.

لطف لا عنف:

هن مصدر الحنان والعطف والإحسان فلا تكن أيها الرجل أفعوانا بشريا، يقول الإمام المجدد رحمه الله:"من كانت رجولته لا تتجلى إلا في الوحشية العضلية والعدوان على أم أولاده وكانت مروءته تنتهي حيث ينتهي مجلس المؤانسة والمجاملة مع الأصدقاء، فإذا دخل البيت دخل غولا وكان حساب الآخرة والرحمة بالخلق مزايا مجهولة في قارته فذاك أفعوان بشري" [7].

لا تجعل بيتك صحراء قاحلة:

يعاني من الجفاف العاطفي يشكو شحا في المشاعر، فالحب والود وإشارات اللطف والملاطفة ووحركات الأنس والمؤانسة روح الحياة الزوجية ولبها، ألم يوصينا صلى الله عليه وسلم: ""إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره" "[8] فالمرأة أكثر الناس حاجة أن تسمع كلمة حب من فم زوجها.

تحفظ الود و يلقي منها بشر و انشراح=إنها بالحب تهدي بيتها كل النجاح
ينهل الأبناء منها كل أسباب الفلاح=هي للتقوى معين هي للفوضى سلاح

إدارة الحياة الزوجية فن:

تجلياته القدرة على تجاوز الأخطاء وغض الطرف عن الهفوات الصغيرة والتماس الأعذار والنوايا الحسنة والمداراة التي تحفظ الود والتعامل على أساس من الذوق الراقي في التعامل والاحترام المتبادل.

ابتسم، ابتسم...

البسمة بذرة تنمو ويكثر عطاؤها بقدر العناية بها، فاجعلها لا تفارق ثغرك ولا تبخل على نفسك، جدد نيتك في التبسم حتى تنال جزاءه في الدنيا معجلا وفي الاخرة مؤجلا فجعلها أيها الزوج (امرأة ورجلا) لمحياك قرينا .

تقول الحكمة: "قمة التحدي والألم أن تبتسم وفي عينيك ألف دمعة" .

خــــاتـــمة:

تمايز وتكامل نفس خلقت لنفس وشطر مكمل لشطر، زوجان يقتحمان العقبات لتجاوز الخلافات، أسرة قوية عماد الأمة القوية..

دعــــــاء:

اللهم اجعلنا لك طائعين ولنبيك تابعين ولدينك ناصرين ولأوليائك محبين ولأهلنا نافعين أمين.

-------------------

[1] سورة النحل .80
[2] صحيح البخاري كتاب النكاح ص 1996/ج5.
[3] الروم 21.
[4] صحيح البخاري كتاب الأدب (6149).
[5] رواه الترميذي.
[6] رواه مسلم.
[7] تنويرالمومينات 2/186.
[8] رواه البخاري في الأدب المفرد.

شارك الموضوع

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق