الكولسترول (cholesterol) هو مركب موجود في
كل خلية من خلايا الجسم. الجسم يستعمل الكولسترول لبناء خلايا جديدة ومعافاة،
ولانتاج هورمونات ضرورية له. اذا كان مستوى الكولسترول في الدم مرتفعا، فمعنى هذا
ان ترسبات دهنية ستتكون داخل جدران الاوعية الدموية. وستعيق هذه الترسبات، في
نهاية الامر، تدفق الدم في الشرايين. عندئذ، لن يحصل الدم على كمية الدم الغني
بالاكسجين التي يحتاج اليها، الامر الذي سيزيد احتمال الاصابة بنوبة قلبية (heart attack).
اما عدم وصول الدم الى المخ كما يجب فقد يؤدي الى الاصابة بسكتة مخية (او: سكتة دماغية - cerebralstroke). من الممكن منع ومعالجة
ارتفاع مستوى الكولسترول (فرط الكولسترول في الدم - hypercholesterolemia). التغذية الصحية والمتوازنة،
المواظبة على النشاط البدني، وتناول الادوية عند الحاجة، يمكنها ان تساعد كثيرا في
تقليل مستوى الكولسترول في الدم.
اختبارات التحري لحالات الشذوذ في مستويات الكولسترول في الجسم:
يعتبر الفحص الطبي لتحري حالات الشذوذ ذو اهمية بالغة ليس فقط بهدف
الكشف عن الاشخاص الذين هم بحاجة لتناول العلاج بهدف تخفيض مستوى الدهون لديهم
انما ايضا للاستفادة من مختلف التدخلات الطبية التي تهدف لخفض مخاطر امراض القلب
والاوعية الدموية.
عند تقييم المرضى للقيام بالفحص الطبي، يعتبر المرضى عرضة لاعلى مستوى
من المخاطر ان كان لديهم اكثر من عامل خطورة واحد (فرط ضغط الدم، التدخين وتاريخ
العائلة المرضي) او عامل خطر وحيد ذو طبيعة حادة. وبعد ذلك يستطيع الاطباء ان
يحكمون لمن يجب اجراء الفحص الطبي٬ اعتمادا على عوامل الخطر الاخرى كالسن و الجنس:
- في الوقاية الاولية للمرضى ذوي الاحتمالية
الاعلى للاصابة، يقترح الاطباء الفحص الطبي للكشف عن حالات شذوذ الدهون بدء
من سن الـ 25 للمرضى الذكور، وسن الـ 35 للمرضى الاناث.
- في الوقاية الاولية للمرضى الذين ليسوا ذوي
الاحتمالية الاعلى للاصابة، يقترح الاطباء الفحص الطبي للكشف عن حالات
شذوذ الدهون بدء من سن الـ 35 للمرضى الذكور، وسن الـ 45 للمرضى الاناث.
البدء المبكر او المتاخر في الفحص الطبي قد يكون مناسبا للمرضى، تبعا
للاستعداد الفردي لبدء العلاج بواسطة الستاتينات والاسبيرين في ظل امكانية تحقيق
انخفاض مطلق في احتمالية الاصابة. بامراض القلب والاوعية الدموية.
أعراض الكولسترول
ليست هنالك اعراض للكولسترول او علامات لفرط الكولسترول في الدم (hypercholesterolemia). من الممكن اكتشاف قيم الكولسترول المرتفعة
فقط بواسطة الخضوع لفحص دم.
أسباب وعوامل خطر الكولسترول
يتحرك الكولسترول في الاوعية الدموية عن طريق ارتباطه ببروتينات (proteins) معينة في الدم. هذا الاندماج بين
البروتينات والكولسترول يسمى باللغة الطبية "البروتين الشحمي" (او:
البروتينات الدهنية - lipoprotein).
هنالك ثلاثة انواع مختلفة من الكولسترول، طبقا لنوع الكولسترول
المحمول على البروتين الشحمي (lipoprotein):
1. بروتين شحمي منخفض الكثافة (او: الكولسترول الضار - Low density lipoprotein - LDL) – هو الذي ينقل جزيئات الكولسترول في
الجسم. الكولسترول LDL (الكولسترول الضار)
يتراكم على جدران الشرايين فيجعلها اكثر صلابة واضيق.
2. بروتين شحمي وضيع الكثافة ( Very - low -
density lipoprotein - VLDL) – هذا النوع من البروتين الشحمي يحتوي على
اكبر كمية من ثلاثي الغليسيريد (triglycerides) وهو نوع من الدهنيات (lipids) يرتبط بالبروتينات في الدم. ومثلما يفعل
الكولسترول LDL، كذلك ايضا الكولسترول VLDL يراكم جزيئات الكولسترول فيجعلها اكبر مما يؤدي الى تضييق الاوعية
الدموية.
اذا كنت تتناول ادوية لخفض مستوى الكولسترول في الدم، لكن
نتائج فحص دمك تظهر مستوى مرتفعا من VLDL، فمن المحتمل انك بحاجة
الى دواء اضافي لخفض مستوى الكولسترول VLDL في دمك، وذلك لان VLDL غني جدا بثلاثي الغليسيريد (triglycerides).
3. بروتين شحمي رفيع الكثافة (او: الكولسترول الجيد - High - density lipoprotein - HDL) - هو الذي يجمع كميات
الكولسترول الزائدة عن الحاجة ويعيدها الى الكبد.
هنالك عوامل كثيرة تحت سيطرتك انت (مثل: النشاط البدني، الوزن الزائد
وتغذية غير السليمة وغير المتوازنة) تسهم في رفع نسبة الكولسترول الضار - LDL من جهة وفي خفض نسبة الكولسترول الجيد - HDL من جهة اخرى. وهنالك عوامل اخرى ليست تحت سيطرتك، من الممكن ان
تشكل عاملا اضافيا في تحديد مستوى الكولسترول في دمك. على سبيل المثال، العوامل
الوراثية يمكن ان تمنع خلايا الجسم من التخلص بصورة ناجعة من الكولسترول LDL الفائض الموجود في الدم او ان يجعل الكبد ينتج كميات فائضة من
الكولسترول.
اذا كنت تنتمي الى احدى مجموعات الاختطار التالية، فستعاني، على
الارجح، من مستويات مرتفعة من الكولسترول من الممكن ان تؤدي الى الاصابة بمرض
قلبي:
التدخين - تدخين السجائر يؤذي جدران الاوعية الدموية فتصبح اكثر
قابلية لتكديس ترسبات دهنية في داخلها. وبالاضافة الى هذا، من الممكن ان يؤدي
التدخين الى خفض مستويات الكولسترول الجيد HDL.
الوزن الزائد – اذا كان منسب كتلة جسم (body
mass index - BMI) اعلى من 30، فالمحتمل ان يرتفع ايضا خطر
ارتفاع مستوى الكولسترول.
سوء
التغذية - الاغذية الغنية بالكولسترول، مثل اللحوم الحمراء ومنتجات
الحليب الغنية بالدهنيات، ترفع مستوى الكولسترول الاجمالي في الدم. كما ان تناول
اغذية مشبعة (التي مصدرها من الحيوانات) والدهون المتحولة (trans) (المتوفرة في الاغذية
المصنعة مثل الكعك والرقائق) قد يؤدي الى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم.
كيف يمكنني كبح الرغبة بتناول السكر؟
عدم القيام بنشاط بدني - النشاط البدني يساعد الجسم في رفع مستوى
الكولسترول الجيد HDL وخفض مستوى الكولسترول
الضار LDL. نقص النشاط البدني الكافي يزيد من خطورة
ارتفاع مستوى الكولسترول.
ضغط الدم المرتفع - ضغط الدم المرتفع على جدران الشرايين يتلف
الشرايين، الامر الذي من الممكن ان يسرع عملية تراكم الترسبات الدهنية في داخلها.
مرض السكري: المستويات المرتفعة من السكر في
الدم تؤدي الى ارتفاع قيم الكولسترول LDL - الكولسترول الضار وخفض
قيم الكولسترول HDL - الكولسترول الجيد. كما
ان القيم المرتفعة من السكر في الدم قد تتلف الطلاء الداخلي للشرايين.
مرضى في العائلة – اذا كان احد الوالدين او احد الاشقاء قد عانى من
مرض قلبي قبل بلوغه الخمسين من العمر، فان المستويات المرتفعة من الكولسترول ترفع
احتمال الاصابة بمرض قلبي الى ما فوق المعدل العام.
مضاعفات الكولسترول
المستويات المرتفعة من الكولسترول يمكن ان تؤدي الى الاصابة بمرض التصلب
العصيدي (atherosclerosis)، وهو تراكم خطير من
كولسترول وترسبات اخرى على جدران الشرايين. هذه الترسبات، المسماة لويحات، قد تقلل
كمية الدم المتدفق في الشرايين.
اذا كانت الشرايين المصابة هي التي توصل الدم الى القلب (الشرايين التاجية - coronary arteries)، فيحتمل ان تظهر اوجاع في الصدر (angina) واعراض اخرى تميز
التصلب العصيدي.
واذا ما تمزقت او نـزعت اللويحات المترسبة من جدران الشرايين، فمن
الممكن ان تنتج جلطة دموية في مكان المزق، مما قد يعيق تدفق الدم، او قد تنفصل
الجلطة فتسد شريانا اخر.
توقف تزويد القلب بالدم يؤدي الى الاصابة بنوبة قلبية. اما توقف تزويد
الدماغ بالدم فيؤدي الى الاصابة بسكتة مخية.
تشخيص الكولسترول
فحص
الدم الذي يقيس مستوى الكولسترول في الدم (فحص
الدهنيات في الدم)، والمسمى خارطة الدهنيات (lipids
panel) (او: مرتسم شحميات الدم - Lipid profile) يظهر عادة:
- المستوى الاجمالي للكولسترول
- مستوى الكولسترول LDL - الكولسترول الضار
- مستوى الكولسترول HDL - الكولسترول الجيد
- مستوى ثلاثي الغليسيريد - احد انواع
الدهنيات الموجود في الدم.
علاج الكولسترول
احداث تغييرات في نمط الحياة (مثل القيام بنشاط بدني بشكل دائم)
والمحافظة على تغذية صحية ومتوازنة - هما الخطوتان الاوليان الضروريتان خلال علاج
الكولسترولالمرتفع في الدم.
ولكن، اذا قمت بهذه التغييرات الهامة في نمط حياتك ومع ذلك لا
يزال مستوى الكولسترول الاجمالي لديك، وبالذات كولسترول LDL - الكولسترول الضار،
مرتفعا، فمن الممكن ان ينصحك طبيبك بالعلاج الدوائي.
ان اختيار الدواء المناسب او التوليف بين عدة انواع من الادوية لعلاج
الكولسترول يعتمد على عدة عوامل، من بينها: عوامل الاختطار الموجودة لديك، سنك،
وضعك الصحي الحالي والاعراض الجانبية المحتملة.
من ضمن الادوية الشائعة والمقبولة لعلاج الكولسترول :
- استاتين (Statins): هو الدواء الاكثر شيوعا اليوم لعلاج الكولسترول و لخفض
مستوى الكولسترول في الدم، اذ يعيق افراز المادة اللازمة لانتاج الكولسترول
في الكبد.
- ادوية تربط الاحماض الصفراوية (Bile - acid - binding resins):
يستخدم الكبد الكولسترول لانتاج العصارة الصفراوية (عصارة المرارة)، الضرورية
لعملية الهضم في الجسم.
- ادوية
مثبطة لامتصاص الكولسترول (Cholesterol absorption
inhibitors): الامعاء الدقيقة
تمتص الكولسترول الموجود في الطعام وتفرزه الى الدورة الدموية.
- المزج بين ادوية معيقة لامتصاص
الكولسترول والاستاتين.
اذا كانت مستويات ثلاثي الغليسيريد في جسمك مرتفعة، فقد يكون علاج
الكولسترول المفضل هو:
- الفيبرات (fibrates): الادوية لوفيبرا (Lofibra)، تريكورفينوفيبرات (TriCorfenofibrate)، لوبيد (Lopid)،
جيفيبرزول (gemfibrozil)
تخفض من مستويات ثلاثي الغليسيريد من خلال تقليل انتاج كولسترول البروتين
الشحمي وضيع الكثافة (VLDL)
ومن خلال تسريع عملية التخلص من ثلاثي الغليسيريد من الدم. والمعروف ان
كولسترول VLDL
يحتوي على الجزء الاكبر من ثلاثي الغليسيريد.
- نياسين (niacin): نياسبان (Niaspan) يخفض مستويات ثلاثي الغليسيريد من خلال تقليص قدرة الكبد
على انتاج كولسترول LDL
وكولسترول VLDL.
- دمج بين نياسين واستاتين: اذا نصحك طبيبك
بتناول النياسين، بالاضافة الى الاستاتين، فيمكنك ان تساله عن امكانية تناول
دواء واحد يحتوي على مزيج من المركبين سوية، مثل، سيمكور (Simcor) او ادفيكور (Advicor).
غالبية هذه الادوية ليست لها مضاعفات جانبية جدية، لكن فعاليتها تختلف
من شخص لاخر. المضاعفات الجانبية الشائعة هي: اوجاع في العضلات، اوجاع في البطن،
امساك، غثيان او اسهال.
اذا قررت تناول ادوية لمعالجة فرط الكولسترول، فيحتمل ان ينصحك طبيبك
بالخضوع لاختبارات دورية لوظائف الكبد لفحص تاثيرات هذه الادوية على كبدك.
الوقاية من الكولسترول
التغيير في نمط الحياة ضروري لتحقيق تحسن في مستويات الكولسترول في
الدم. من اجل خفض قيم الكولسترول في جسمك، عليك: التخلص من الوزن الزائد، تناول
طعام صحي وزيادة النشاط البدني. واذا كنت مدخنا - اقلع عن التدخين.
- مارس النشاط البدني بشكل دائم
- امتنع عن التدخين
- تخلص من الكيلوغرامات الزائدة
- تناول طعاما صحيا: للطعام الذي
تتناوله تاثير مباشر على مستوى الكولسترول لديك. وفي الحقيقة، يقول العلماء
ان الاطعمة الغنية بالالياف الغذائية واطعمة اخرى معروفة كمخفضة لمستوى
الكولسترول لها تقريبا نفس الفاعلية التي لادوية الاستاتين في خفض مستويات
الكولسترول
- اختر تشكيلة من الاغذية الصحية
- امتنع عن تناول اطعمة تحتوي على
دهون متحولة (trance)
- قلص كمية الطعام الغني بالكولسترول.
الهدف: ان لا تزيد الكمية عن 300 ميليغرام من الكولسترول يوميا، او اقل من
200 ميليغرام في اليوم، اذا كنت تعاني من مرض قلبي
- اختر اغذية مكونة من القمح الكامل. فثمة
مواد عديدة موجودة في القمح الكامل تساهم في الحفاظ على صحة قلبك.
- احرص على استهلاك انواع مختلفة من الخضار
والفواكه
- احرص على استهلاك السمك الصحي. انواع
عديدة من السمك مثل، سمك القد، التونة والسمك المفلطح تحتوي على مستويات
منخفضة من الدهنيات وعلى كميات شحيحة من الدهنيات المشبعة والكولسترول،
مقارنة باللحوم والدجاج.
العلاجات البديلة
بالرغم من ان عدد المنتجات الطبيعية التي ثبتت فاعليتها في خفض
مستويات الكولسترول هو قليل، الا ان هذه المنتجات تعتبر ناجعة.
اذا وافق طبيبك، فمن الممكن فحص تناول البدائل التالية لخفض مستوى
الكولسترول لديك:
- الخرشوف (الارضي شوكي)
- الشعير
- بيتا سيتوستيرول (Beta
- sitosterol)
- بزر القطـوناء الاشقر (Blond psyllium)
- الثوم
- نخالة الشوفان
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق