في السنة الإسلامية فَصٌّ يزين الزمن كما تزين الحُليَّ الجواهرُ
النفيسة. إنه شهر رمضان عيد السنة كما هي الجمعة عيد الأسبوع.
ولعمر المسلمة فصٌّ
هو عام حجها.
شهر رمضان شهر البركات والخيرات والتوبة وتجديد الصلح مع الله وطلب
غفرانه وإحسانه وعِتْق رِقابنا من النار. شهر يفطِم الجسمَ عن طبعه من شهوة
الطعام، وحاجة الشراب، ولذة الجسد، لتعرف المسلمة الجوع والعطش ولتتعلم ضبط نفسها
وإلجامَ هواها.
ولتتحكم في أوصافها الحيوانية لتسمُوَ الروح وتتطهر، ولتتدرب
المؤمنة على تغليب الأوصاف الملائكية مستقلة عن جاذبية الطين.
سمو روحي يقترب بالصائمة حق الصيام من الملإ الأعلى. حق الصيام هو كف
الجسم عن الماديات الممنوعة شرعا، وكذا الجوارح واللسان عن المعاصي، وشغلها
بالعبادة لتضفي على القلب روحانية تنسيه أثقال الأرض ليتعلق بمعاني السماء. عن هذا
الصيام الكلي يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام
فهُو لي وأنا أجزي به». الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق