.



الصفحات

الزيارات:
القبة الخضراء لمسجد رسول الله

القبة الخضراء
اول ما يطالعه القادم للمدينة المنورة عند دخولها من معالمها القبة الخضراء والمنائر العشرة المرتفعة فوق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إن موقع المسجد أساساً مزرعة لنفر من الأنصار والمزارع عادة تكون في أرض منخفضة غير المباني المتناثرة حولها.
ولذلك يستطيع الرائي مشاهدة القبة الخضراء ومنائرها من مسافة بعيدة وخاصة من جهات الجنوب "طريق الهجرة" أو الشرق "طريق الملك عبدالعزيز " حيث لا توجد مبان تحجز الرؤية عن المشاهد.

أسماء القبة الخضراء
وللقبة الخضراء عدة أسماء وهي عادة قديمة عند العرب تكثر أسماء الشيء عند أهميته فهي القبة الفيحاء وهي القبة الزرقاء أو البيضاء أو قبة المدينة أو قبة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي القبة المبنية على الحجرة النبوية الموجودة داخل المسجد النبوي الشريف وبالذات على حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله والتي دفن فيها سيدنا رسول الله وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. واهتم ولاة الأمر بعمارة الحرمين الشريفين وأولوهما كل عناية واهتمام ومن ذلك القبة الخضراء التي تشهد تحسينا وترميما كل ثلاث إلى خمس سنوات ويعاد طلاؤها باللون الأخضر الغامق ويتم غسلها وتنظيفها بنصب سلالم خشبية عليها كلما هطل مطر وكان معه غبار وأتربة.
ولأن قرونا من الأجيال من اهل المدينة وزوارها مروا على هذه القبة ومتعوا انظارهم بجمالها الشكلي والمعنوي فقد أصبحت شعارًا للمدينة المنورة تتصدر الكتب والمطبوعات والصحف والمحلات التجارية ويصنع نماذج لها كهدايا يحملها الزوار إلى اهلهم وذويهم.
كما أن كثيراً من الزوار يلتقطون لأنفسهم صوراً تذكارية في ساحات الحرم يجعلون من القبة الخضراء خلفية لهذه الصور التي يلتقطونها حيث يرسلونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى أهاليهم كتأكيد لوصولهم للمدينة المنورة وزيارة المسجد النبوي الشريف. وأهم ما فيها أن حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم يرقد في حجرة بنيت عليها. ولم تكن القبة الخضراء من عهد الصحابة أو التابعين بل إنها بنيت عام 678 ه وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها وكانت بالخشب على رؤوس الأساطين المحيطة بالحجرة وسمر فوق الخشب ألواح من الرصاص عن الأمطار وفوقها ثوب من المشمع. ثم جددت القبة واختلت ألواح الرصاص عن موضعها فجددت هذه الألواح وأحكمت مرة أخرى عام 765 ه، ثم حصل بها خلل نتيجة للأمطار والرياح الشديدة وأصلحت من هذا الخلل سنة 881 ه. وفي عام 886 ه حدث الحريق الثاني للحرم فأمر الوالي بتجديد بناء الحرم ومن ضمنه القبة الخشبية عام 887 ه فجددت القبة وأسست لها دعائم عظيمة في أرض المسجد النبوي، وبنيت بالآجر بارتفاع متناهٍ، وزخرف بأحجار منحوتة من الحجارة السوداء وجعل ارتفاعها 18 ذراعا (8.88 امتار) ثم بني فوقها قبة أخرى تحويها وتحميها وأحكمت الحجارة بالجبس الذي حمل من مصر ولم يكن معروفا في الحجاز في ذلك الوقت. وقد حصل بين الجدار الشرقي للمسجد وبين الدعائم ضيق شديد أثر في وضع القبة فهدم جدار المسجد الشرقي وزحف به إلى البلاط ناحية "مصلى الجنائز" بمقدار ذراع ونصف (74 سم). ولم يسقط شيء من حريق القبة على الحجرة النبوية فقد كانت القبة الصغرى (الداخلية) مانعة لذلك. وبعدما تم بناء القبة ونتيجة لتطاول العهد تشققت من أعاليها، ولما لم يُجد الترميم فيها، أمر بهدم أعاليها وأعيدت مُحكمة البناء بالجبس الأبيض، واعيدت محكمة سنة 892 ه.

اللون الأخضر

بعد عدة قرون، ظهرت شقوق في أعلى القبة فأمر الوالي بتجديدها، فهدموا أعاليها وأعادوها في غاية الإحكام والإتقان، وكان ذلك سنة 1233 ه. وفي سنة 1253 ه صدر أمر السلطان عبدالحميد الثاني بصبغ القبة باللون الأخضر بدلاً من الأزرق، فكان هو أول من صبغها بالأخضر، ثم لم يزل يجدد صبغها بالأخضر كلما احتاجت لذلك. وفي العهد السعودي المبارك في زمن الموحد جلالة الملك عبد العزيز آل سعود أمر بإصلاح بعض القشور والتشققات من داخل الحجرة النبوية، وحرصاً من جلالته تم ذلك ليلاً، لكي لا تؤثر أعمال البناء في خشوع المصلين وحركة دخولهم وخروجهم من المسجد وأعيدت القبة أحسن مما كانت.

شارك الموضوع

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق