.



الصفحات

الزيارات:
الروضة الشريفة بالمسجد النّبوي الشريف

المسجد النبوي الشريف هو ثاني المساجد قدسية بعد مكة المكرمة ويقفز للذهن  عند ذكره صورة القبة الخضراء التي تعلو سقف الحجرة الشريفة حيث مثوى الجسد الطاهر للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم وصاحبيه أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما.
 وما أن يدخل الزائر إلى داخل الحرم من باب السلام غرب المسجد حتى يباشره المنبر الشريف وبعده بمسافة قصيرة الحجرة الشريفة وما بينهما من مسافة يعرف بالروضة الشريفة وتبلغ مساحة الروضة نحو 330 مترا مربعا،
وتعرف بسجّادها الأخضر المختلف عن لون باقي سجّاد المسجد وهو الأحمر، وقد أخذ الجدار الغربي للحجرة الشريفة جزءاً منها، وتزخر الروضة الشريفة وأطرافها بمعالم فضائل جليلة، جاءت بها الأحاديث
الشريفة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي»، ومن أبرزها الحجرة الشريفة في الجهة الشرقية ومحراب النبي صلى الله عليه وسلم في وسط جدارها من ناحية القبلة والمنبر الشريف في جهتها الغربية وفي الجهة القبلية من الروضة حاجز نحاسي جميل يفصل بين مقدمة المسجد والروضة بارتفاع متر أقيم عليه مدخلان، يكتنفان المحراب النبوي، وتنتشر في الروضة الأساطين الحجرية (الأعمدة)، التي وضعت عليها خطوط مذهبة تميزها عن غيرها من أساطين المسجد.
وللعلماء في تفسير هذا حديث ثلاثة أقوال.
 وتقوم المكبرية والتي يرفع من عليها النداء في أوقات الصلوات وترديد التكبيرات في العيدين وسط الروضة وللاستغلال الأمثل تم رفع بنائها بحيث يمكن استغلال المصلين قدر من المساحة أسفلها.
والصّلاة في المسجد النبوي على العموم مضاعفة بألف صلاة فيما سواه غير أنّها في الروضة الشريفة لها معنى وفضل زائد على ذلك، وعلى من دخلها الصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة كما يرضاها وهي كما علّمنا إيّاها بقوله: " قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ".
وسمّت الروضة الشريفة هكذا لثلاث أقوال حسب العلماء:
الأول: أي كروضة من رياض الجنة في حصول السعادة ونزول الرحمة، وذلك بملازمة العبادة فيها.
 الثاني: أن العبادة فيها طريق موصل لدخول الجنة.
 الثالث: أن هذه البقعة بعينها هي جزء من الجنة، وستنقل يوم القيامة إليها.
   ارتبط كثير من أساطين الروضة الشريفة بمناسبات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأطلق عليه اسم خاص يشير إلى تلك المناسبات، وبما أن أمكنة جلوسه صلى الله عليه وسلم عند هذه الأسطوانات وغيرها من أماكن المسجد النبوي كانت محلا لنزول الكثير من الآيات القرآنية وورود الأحاديث النبوية وارتياد جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الروضة الشريفة ترى المصلين والزوار على مختلف ثقافاتهم وتنوع أجناسهم وعلى كامل مساحة الروضة ومدار الساعة ركعاً سجداً متضرعين خاشعين بالدعاء تالين لكتاب الله ويندر أن يجد الزائر مكاناً خالياً في أي وقت من اليوم والليلة.
وحظيت قدسية المكان باهتمام ولاة المسلمين، فقد قام السلطان سليم العثماني بتلبيس أساطينها إلى النصف بالرخام الأبيض المطعم بالأحمر، ثم جاء السلطان عبد المجيد العثماني فجدد هذه الأساطين وأعاد الرخام عليها كما كان، وزاد في صقله وتحليته، كما حظيت خلال التوسعات السعودية وآخرها عام 1404هـ بكسوة الأعمدة برخام أبيض مميز عن سائر أساطين المسجد ومن أبرز الاسطوانات ست وفق كتب الحديث والسنن المشهورة وهي:
أسطوانة السيدة عائشة: وتقع في وسط الروضة الشريفة، وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم مكانها مصلى بعد تحويل القبلة مدة، ثم تحول إلى مصلاه، وكان أفاضل الصحابة والتابعين يفضلون الجلوس عندها.
وأسطوانة الوفود: وهي ملاصقة لشباك الحجرة الشريفة، سميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس عندها لوفود العرب القادمة عليه.
وأسطوانة التوبة: وتسمى أيضاً: أسطوانة أبي لبابة ـ وهي الرابعة شرق المنبر، وسميت بذلك لأن الصحابي الجليل أبا لبابة الأنصاري ربط نفسه فيها لذنب أذنبه، حتى تاب الله عليه ثم أطلق.
والأسطوانة المُخَلَّقة: وهي ملاصقة لمحراب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة، سميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليها نخامة فساءه ذلك، فقام وأزالها وطيب مكانها بالخلوق، فسُرَّ النبي صلى الله عليه وسلم لذلك.
وأسطوانة السرير: ملاصقة لشباك الحجرة الشريفة من الجنوب، وسبب تسميتها: لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف في المسجد وضع له سرير عندها.
أسطوانة المحرس أو الحرس: وتقع خلف أسطوانة التوبة من الشمال، وكان بعض الصحابة يجلس عندها لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم.
وبداخل شباك الحجرة الشريفة أسطوانات أخرى تتعذر الصلاة عندها منها:
أسطوانة مربعة القبر، سميت بذلك لوقوعها في ركن المربعة الغربية الشمالية من الحجرة الشريفة، وأسطوانة التهجد وهي التي في مكان تهجده صلى الله عليه وسلم من الليل.

يا ربّ يا مجيب الدعاء، يا حليم يا قدير، لا تحرمنا من الصّلاة في روضتك الشريفة واجعل من صلّى فيها من أهل الجنّة واجعل رسولنا صلّى الله عليه وسلّم شفيعا لنا يوم الحساب واسقنا من حوضه بيده الكريمة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا واجمعنا به في الفردوس الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين.

شارك الموضوع

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق