ترك ابن بطوطة دمشق وسافر إلى المدينة
المنورة، ووصل إلى مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأخذ يوصف منبر النبى ويحكى
حكايات عن خدام المسجد ومؤذنيه ورواده بينها، حكاية أبا عبد الله الغرناطى الذى
قطع عضوه الذكرى خوفا من الفتنة بعد أن راودته امرأة عن نفسها.
فى وصف منبر رسول الله بمسجده النبوى
وفى الحديث أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يخطب إلى جزع نخلة بالمسجد، فلما صنع له المنبر وتحول إليه حنّ الجذع حنين الناقة إلى حوارها.
فى وصف منبر رسول الله بمسجده النبوى
وفى الحديث أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يخطب إلى جزع نخلة بالمسجد، فلما صنع له المنبر وتحول إليه حنّ الجذع حنين الناقة إلى حوارها.
وروى: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نزل إليه فالتزمه فسكن، وقال: (لو لم ألتزمه لحنَّ إلى يوم القيامة)، واختلفت الروايات فيمن صنع المنبر الكريم، فروى أن تميما الدارى رضى الله عنه هو الذى صنعه، وقيل: إن غلاما للعباس رضى الله عنه صنعه، وقيل: غلام لامرأة من الأنصار ورد ذلك فى الحديث الصحيح.
وكان له ثلاث درجات، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد على عليهن، ويضع رجليه الكريمتين فى وسطهن، فلما ولى أبو بكر الصديق رضى الله عنه قعد على وسطاهن، وجعل رجليه على أولاهن، فلما ولى عمر رضى الله عنه جلس على أولاهن وجعل رجليه على الأرض، وفعل ذلك عثمان رضى الله عنه فى بداية خلافته، ثم صعد إلى الثالثة.
معاوية فكر فى نقل منبر الرسول إلى دمشق
ولما تولى معاوية رضى الله عنه الخلافة أراد نقل المنبر إلى الشام، فضج المسلمون، وعصفت ريح شديدة، وخسفت الشمس، وبدت النجوم نهارا، وأظلمت الأرض، فكان الرجل يصادم الرجل ولا يتبين مسلكه، فلما رأى ذلك معاوية تركه، وزاد فيه ست درجات من أسفله، فبلغ تسع درجات.
الرسول ينهى خطيب المدينة عن الخروج منها فى المنام
يذكر أن سراج الدين عمر المصرى أحد خطباء المدينة وقضاتها ظل فى سلك القضاء بالمدينة والخطابة بها نحو أربعين سنة، ثم إنه أراد الخروج بعد ذلك إلى مصر، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النوم ثلاث مرات، فى كل مرة ينهاه عن الخروج منها، وأخبره باقتراب أجله، فلم ينته عن ذلك وخرج، فمات بموضع يقال له: سويس، على مسيرة ثلاثة أيام من مصر، قبل أن يصل إليها، وتولى الخطابة والقضاء بالمدينة الشريفة بعد ذلك جمال الدين الأسيوطى من أهل مصر، وكان قبل ذلك قاضيا بحصن الكرك.
رئيس المؤذنين بالحرم الشريف مصرى
وخدام هذا المسجد الشريف من الحبشة وهم نظاف الشكل والهيئة ويرتدون ملابس أنيقة ومرتبة، وكبيرهم يعرف بشيخ الخدام، وهو فى هيئة الأمراء الكبار، وتصرف مرتباتهم بديار مصر والشام، ويؤتى إليهم بها فى كل سنة، ورئيس المؤذنين بالحرم الشريف الإمام المحدث الفاضل جمال الدين المطرى، من مطرية قرية بمصر، وولده عفيف الدين عبد الله، والشيخ المجاور الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الغرناطى، وجميعهم من مؤذنى الحرم.
خادم الحرم النبوى قطع عضوه خشية الفتنة
يذكر أن أبا عبد الله الغرناطى كان خديما لشيخ يسمى عبد الحميد العجمى، وكان الشيخ حسن الظن به، يطمئن إليه بأهله، ويتركه متى سافر بداره، فسافر مرة وتركه على عادته بمنزله، فعلقت به زوجة الشيخ عبد الحميد وراودته عن نفسه، فقال: إنى أخاف الله ولا أخون من ائتمننى على أهله وماله، فلم تزل تراوده وتعارضه حتى خاف على نفسه الفتنة فقطع عضوه الذكرى نفسه، وغشى عليه، ووجده الناس على تلك الحالة، فعالجوه حتى برئ وصار من خدام المسجد الكرام، ومؤذنا به، ورأس الطائفين به.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق